التوراة

إن التوراة الحالية ليست نسخة واحدة مجمعاً عليها من اليهود والنصارى، وإنما هي ثلاث نسخ مختلفة: التوراة العبرية، التوراة السامرية، التوراة اليونانية.
.
فالتوراة السامرية تؤمن بها فرقة السامرة من اليهود، والتوراة العبرية يعترف بها جمهور اليهود وفرقة البروتستانت من النصارى، والتوراة اليونانية تعترف بها فرقة الكاثوليك من النصارى، وكل فرقة لا تعترف بالنسخة الأخرى.
.

فاليهود أنفسهم لا يقبلون مصطلح العهد القديم ويكفرون القائلين بنسخه, ويطلقون علي العهد القديم (سيفري هاقودش ) أو ( كتبي هاقودش ) وتعني الكتب المقدسة, وأيضا يطلقون عليه ( كتوقيم ) وبعض الطوائف اليهودية التي تؤمن بجميع العهد القديم ممكن تستخدم عبارة التوراة ، والتوراة هي الأسفار الخمسة الأولي والتي يفترض أنها كتبت بواسطة موسى عليه السلام, ويستخدم مصطلح التوراة مجازا من باب إطلاق الجزء علي الكل, ولكن يوجد من اليهود من لا يؤمن إلا بالأسفار موسى الخمسة, وهؤلاء لا يطلقون التوراة إلا علي أسفار موسي الخمسة, ومن أسماء العهد القديم عند اليهود ( المقرأ ) و ( تناخ )

.

كما ان  الكاثوليك والأرثوذكس يؤمنون بتسعة أسفار  لم ترد في النسخة العبرية وتسمي بالأسفار القانونية الثانية ويسميها البروتستانت الأبوكريفا وهي
.
سفر طوبيّا – سفر يهوديتالمكابيِّن الأوّل والثاني – سفر يشوع بن سيراخ – سفر الحكمة تتمة سفر أستير– سفر نبوة باروخ – تتِمة سفر دانيالالمزمور 151

.

إن  مجموع الأسفار المقدسة عند الكاثوليك والأرثوذكس 73 في حين مجموع الأسفار المقدسة لدي البروتستانت 67
.

لم يقم البروتستانت بوضع هذه الأسفار في طبعة الكتاب المقدس الخاصة بهم، على الرغم من أن كلا من الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنون بقانونية هذه الأسفار. فالبروتستانت يعتبرون هذه الأسفار لا ترتقي إلى مستوى الوحي الإلهي، وهي من وجة نظرهم أسفاراً مدسوسة، وتضم موضوعات غير ذات أهمية وخرافات لا يقبولنها.ويقولون أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م..  وأنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التى أوردها “يوسيفوس” المؤرخ اليهودى فى كتابه .. كما انها أسفار مدسوسة ومشكوك فيها, كما أن الآباء اللآهوتيين القدامى والمشهود لهم وخصوا منهم أورجانيوس وإيرونيموس لم يضمنوا هذه الأسفار فى قوائم الأسفار القانونية للعهد القديم. بل ان إيرونيموس الذى كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة فى مكان خاص بها بأعتبارها مدسوسة ومشكوك فى صحتها ، يقول البروتستانت ايضاً  أن اليهود لم يعترفوا بهذه الأسفار فهي  لا ترتفع الى المستوى الروحى لباقى أسفار التوراة ولذا فلا يمكن القول أنة موحى بها .

.

فالأرثوذكس والكاثوليك يعتبروا انفسهم هو اولا طائفتان ظهروا في الديانة المسيحية ولكنهم تناسوا بأن البروتستانت هم اصلاً من الطائفة الكاثوليكية وانشقوا منها بسبب هرطقات الكنيسة في ذلك الوقت .

.

كما ان الطائفة السامرية اليهودية  لا تؤمن إلا بالأسفار الخمسة التي تمثل القسم الأول من “العهد القديم” وسفر يوشع وسفر القضاة، وتنكر بقية أسفار العهد القديم وأسفار التلمود، ونصوص الأسفار المعتمدة لديهم تختلف في كثير من المواضع عن النصوص المشهورة لهذه الأسفار.

.

هذا هو رأي اليهود في كتبهم ، وهذا هو إيمانهم .. فكيف ناخذ العهد القديم من المسيحية وأصحابها الحقيقيين (اليهود) حددوا لنا عددها وقانونيتها بما يخالف إيمان الكنيسة؟.