ما جئت لالقي سلاما بل سيفا


كل إنسان يحلم بأن يعيش في عالم سلام .. رغم ذلك وجد يسوع يبعد عن هذه الحياة المثالية ويعلن لنا بأنه جاء للسيف والأنقسام والنار .


متى 10

34 لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا


فكثيرا من المسيحيين الغير مطلعون على حقائق تعاليم يسوع ينكرون السيف قائلين بأن المقصود ليس سيف مادي بل يسوع يقصد سيف الكلمة .


لو-22-36: فَقَالَ لَهُمْ: «أَمَّا الآنَ، فَمَنْ عِنْدَهُ صُرَّةُ مَالٍ، فَلْيَأْخُذْهَا؛ وَكَذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ حَقِيبَةُ زَادٍ. وَمَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَلْيَبِعْ رِدَاءَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. (كتاب الحياة) .


فلو افترضنا جدلاً بأن السيف هو سيف الكلمة .. فلماذا ذكر يسوع (صرة مال) و (حقيبة زاد) و (فليبع رادءه) لشراء السيف ؟


ثم قال تلاميذه لدينا سيفان


لو-22-38: فَقَالُوا: «يَارَبُّ هَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «كَفَى!»


فما هو المقصود بقول يسوع (كفى) ؟


قال القديس أمبروسيوس: هذا ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السيفين لم يكونا سوى سكينين كبيرين كانا مع بطرس ويوحنا .


يسوع لم يأتي بسلام ولم يحمل معه سلام بل أشار إلى العنف وأنه لم ياتي لسلام بل جاء لإشعال حروب جديدة دموية


مت-24-7: فَسَوْفَ تَنْقَلِبُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَحْدُثُ مَجَاعَاتٌ وَزَلاَزِلُ فِي عِدَّةِ أَمَاكِنَ.

مت-24-8: وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا لَيْسَتْ إِلاَّ أَوَّلَ الْمَخَاضِ.


وقد ارتضى يسوع بهذه الحروب وعجز بأن يحمي نفسه أو يحمي اتباعه .


فكما اشرنا سابقاً بأن مريض الشيزوفرنيا يعيش المصاب بالفصام في عالمه الخاص


يوحنا 18

36 اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود و لكن الان ليست مملكتي من هنا


تكبر وتعالى يسوع (كما اظهرت الأناجيل) وجعل لنفسه عالم محتقراً عالمنا وجعل لنفسه عالم خاص به خُدام يخدمونه .


يسوع لم يعرض أي نصيحة تطالب بنزع السلاح والسعي للتعايش السلمي … حتى الكنائس كانت تستخدم فقرات من العهدين القديم والجديد لتبرير الحروب وأعمال العنف ضد النساء والأطفال .. فمن جاء حامل سيف فهو يعطي مثال حي للسلام على الأرض .. وقد اوضحنا بأن يسوع أشار للحروب وعلينا بنبذ القلق من قلوبنا ، وهذا يكشف لنا بأن يسوع يسمح بهذه الحروب .. فالكثير من المتطرفين والإرهابيين يحترموا يسوع بنداء التسلح (لو-22-36) ولكنهم لم يدركوا بأن كلمات يسوع لها تأثير على العنف ولا تخرج هذه الكلمات من أمير للسلام .


على الرغم من كثرة الكلام في الأناجيل إلا أنها لم تذكر أن يسوع هو رئيس للسلام لأن الكتاب المدعو مقدس لم يذكر رجلاً للسلام إلا بسفر اشعياء


اش-9-6: لأَنَّهُ يُوْلَدُ لَنَا وَلَدٌ وَيُعْطَى لَنَا ابْنٌ يَحْمِلُ الرِّيَاسَةَ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ.


فهناك اعتقاد للمسيحيين يقول بأن ما جاء بسفر إشعياء هي نبوة ليسوع وأن المقصود برئيس السلام هو يسوع وليس غيره .


ولكننا قلنا من قبل بأن العهد القديم هو عهد اليهود ولا تأخذ تفسيراته إلا من أصحابه وهم اليهود .. واليهود لم تذكر في تفسيراتها بأن المقصود برئيس السلام هو يسوع .


وفقرة اشعياء تذكر بأن هناك علامة على كتفه تُشير إلى الرياسة .. والأناجيل لم تذكر ليسوع علامة على كتفه .. وهذا بخلاف أن يسوع لم يتحمل مسؤولية شيء ولم تكن له رياسة في شيء البتة بل كان يعيش ويمشي متخفي بين الناس لكي لا يعرفه أحد (يو 11:54) ويوم أن إدعى يسوع بأنه ملك اليهود قتل (لوقا 23:2) .. كما ان سفر اشعياء قال (وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً) ، واسم يسوع ليس باسم عجيب وليس بجديد في ذلك الزمان … كما ان سفر اشعياء قال (أَباً أَبَدِيّاً) ، ويسوع ليس بأبا أبدياً بل على حسب الأناجيل فهو الابن (فيسوع ابن وليس الآب) .


اخيراً يسوع ما حكم حكماً أو كان رئيساً في يوم من الأيام ليحقق حكومة السلام (أشعيا 9:7)… بل يسوع نادى بالتعصب والحروب والبغض والعداء وهو المتسبب الأول في الحروب الصليبية ضد المسلمين وذبحهم حين قال :


مت 7:6

لا تعطوا القدس للكلاب . ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير . لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم


فكانت هذه الفقرة هي الفقرة التي استخدمتها الكنيسة لتبرر هذه الحروب الإرهابية .


فمن كان يريد أن يرى يسوع كأمير .. فأظن بأنك ستراه في ثوب اميراً للظلمة .


فلا شك الآن من أن يسوع عاش في وهم مملكته التي يعيش فيها ويوهمنا بأنها ليست بعالمنا الذي يحتقره بل له عالم أخر وله خيال أخر لا يستوعبه إلا عقله فقط .

أضف تعليق